"For God so loved the world that he gave his one and only Son, that whoever believes in him shall not perish but have eternal life." John 3:16
"The thief comes only to steal and kill and destroy; I have come that they may have life, and have it to the full." John 10:10
"Therefore, if anyone is in Christ, the new creation has come: The old has gone, the new is here!" 2 Cor 5:17

Login

14/1/2018 عظة

في وسط عواصف الحياة، من السهل إن نجد أنفسنا كما الأوراق في مهبّ الريح، لا حول لنا ولا قوّة، ننتقل من هنا إلى هناك وفق ما ترمينا به الظروف. لكن هل هذه فعلاً مشيئة الله الفُضلى لحياتنا؟ أن نكون مُجرّدين من كلّ سلطان، مشاهدين مكبّلين على الهامش بينما تجري معارك الحياة الطاحنة أمامنا؟ بالطبع كلا، بل يُريدنا الله أن نكون المرفأ في العاصفة لأولئك المُحتاجين. ليس أن نكون نحن ثابتين، أقوياء وسط العاصفة فحسب، بل أن نُقوّي آخرين أيضاً. ورغبة الله هذه تتردّد أصداؤها في ما يقوله بولس في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس عندما يقول: “مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ.” (2 كورنثوس 1: 3-4) هو يُعزّينا في ضيقتنا لنُعزّي آخرين أيضاً، لنتمكّن من أن نقودهم إلى مصدر كلّ رأفة وتعزية – الله نفسه.

/فإذاً أين أنت في العاصفة؟ وأين يُريدك الرب أن تكون في العاصفة؟ يُريدك أن تقف مسبّحاً، مُعلناً أنه يستحقّ الإكرام حتى عندما تسوء الأمور. كما يقول ناظم المزمور: “أُبَارِكُ الرَّبَّ فِي كُلِّ حِينٍ. دَائِمًا تَسْبِيحُهُ فِي فَمِي.” (مزمور 34: 1) في كلّ حين لا يعني فقط عندما تكون ظروفي مؤاتية، بل في كلّ ظرف، وفي كلّ وقت، ومهما كان ما يحدث في ظروفي، يبقى إلهي على العرش. “دَائِمًا تَسْبِيحُهُ فِي فَمِي”، دائماً لا تعني أحياناً، بل تعني دائماً، باستمرار أنا في موقف تسبيح، أي إعلان إيجابي وفرح وابتهاج وترنّم لأنّه مستحقّ دائماً أن يأخذ تسبيحي ولأنه إن لم يُحوّل الظرف لما أراه أنا لصالحي، فهو سيحوّله إلى الخير بالتأكيد وإن لم أرَ أنا ذلك في العيان أو على المدى المنظور. أنظر إلى كلّ وضع سيّء في حياتك على أنك تبني عضلات روحيّة، لكي تواجه ما يليه. تخيّل معي داود عندما واجه دباً، أو عندما واجه الأسد… كان بإمكانه أن يعتبر حظّه سيئاً في تربية الماشية! كان بإمكانه أن يشعر بالرفض والأسى لأنّه أُبقي حتى النهاية عندما أتى صموئيل ليمسح أحد أبناء يسّى… لكنه في كلّ واحدة من هذه الظروف سبّح الرب، وأضاف ما مرّ به إلى لائحة مؤهّلاته، حتى استطاع أن يقول عندما حان الوقت لمواجهة جليات الجبّار: “قتلتُ دباً، وقتلتُ أسداً وأنا مستعدّ لمواجهة كلّ ما سيأتي بعد ذلك لأنّ الله الذي كان معي في تلك الظروف سيبقى معي.” وانتصر فعلاً!

ينبغي ألاّ يتعلّق فرحك بظروفك، بل بواقع أنّ إلهك إلى جانبك: “افْرَحُوا كُلَّ حِينٍ. صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ. اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ.” (1 تسالونيكي 5: 16-18) افرح، صلِّ واشكر؛ ليس فقط عندما يكون الوضع مستحقاً للشكر بالعيان، بل في كلّ شيء قدّم الشكر لأنّ إلهك يستطيع أن يحوّل ما أراده العدوّ لخرابك ويجعله من أجل بركتك وارتفاعك.

/أتعرف ما الذي أخرج يوسف، أحد أبطال العهد القديم، من البئر؟ بعد أن تمّ رميه هناك، اقترح أحد إخوته، وهو يهوذا، أن يُخرَج من البئر ويُباع عوضاً عن أن يقتل. اسم يهوذا في اللغة العبريّة يعني التسبيح؛ التسبيح هو ما أخرج يوسف من البئر، وهو ما سيُخرجك أنت أيضاً من الحفرة ومن الوضع السلبيّ الذي أنت فيه. فقط إن سبّحت! لكن إن أكملنا سوياً قراءة قصّة يوسف، قد تقول “لكنّ التسبيح لم يُخلّصه ليعود إلى حضن أبيه سليماً مُعافى، بل انتهى به الأمر عبداً، ولاحقاً تمّ أسره بتهمةٍ مزوّرة… ليس بالحلّ الرائع.” قد يكون هذا صحيحاً، لكنّ قصّة يوسف لم تنتهِ ههنا، بل بفضل ما حدث له، انتهى به الأمر ثاني فرعون في مصر، وخلّص ليس عائلته فحسب بل كامل مصر والشعوب التي أتت إلى مصر التماساً للمساعدة. بالتالي سَبِّحْ، وإن لم تكن النتيجة كما ترغب، حافظ على موقفك الإيجابيّ عالماً أنّ ما سيحدث سيكون للخير بالتأكيد لأنّك سلّمت أمورك للرب إلهك الذي عنده للموت مخارج. هذا ما فعله يوسف، حتى في السجن كان مع الله فكان الله معه: “وَلَمْ يَكُنْ رَئِيسُ بَيْتِ السِّجْنِ يَنْظُرُ شَيْئًا الْبَتَّةَ مِمَّا فِي يَدِهِ، لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَهُ، وَمَهْمَا صَنَعَ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ.” (تكوين 39: 23) كان بإمكانه أن يسمح للمرارة أن تتسرّب إلى قلبه، فيقسى ويغضب ويكره… لكنّه عوضاً عن ذلك تمسّك برجائه بأنّ إلهه يعمل في حياته وسيصنع الأفضل، فكان كذلك. (اقرأ المزيد عن قصّة يوسف في الكتاب المقدس بالعودة إلى سفر التكوين الأصحاح 37 والأصحاحات من 39 إلى 50)

الفرق بين الانكسار والانتصار لحظة تسبيح… فابدأ بالتسبيح الآن! لا تسمح لأيّ أمر أن يُعيقك، وبخاصّة ليس ما تراه وما تشعر به، لأنّ الكتاب المقدس يوصينا بما ينبغي أن نركّز نظرنا عليه: “وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ.” (2 كورنثوس 4: 18) فركّز نظرك على ما هو أبديّ، على الله ووعده الذي لا يتزعزع واثبت فيه.

* إلهك حاضر الآن معك، وفي كلّ ضيقة تمرّ بها، وهذا سببٌ كافٍ لتستمرّ بالتسبيح.

* لا تستسلم، بل ارفع عينيك ويديك إليه في كلّ حروبك، مستسلماً له ومنتصراً فيه.

* “فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟” (رومية 8: 31-32)

Login Form